الجمعة 29 نوفمبر 2024

بين الحقيقه و السراب

انت في الصفحة 73 من 151 صفحات

موقع أيام نيوز

الى ان استمعت الى سؤاله مرددا باستغراب
ايه يا ماما مالك في ايه مش هتسلمي على ضيفتك وترحبي بيها 
مدت يداها بعدما استوعبت طلبه وهتفت بابتسامة مجاملة
اه طبعا نورتي مصر ونورتي بيتنا المتواضع اتفضلي يا بنتي .
أدار وجهه اليها ونطق بابتسامة اظهرت تلك الغمازات التي تتوسط خديه
اتفضلي هتاكلي دلوقتي من ايد عبير احلى صينية بطاطس بالفراخ عمرك ما هتنسيها ابدا في حياتك .
ابتسمت جوليا بهدوء واشادت وهي تنظر الى المنزل بارتياح نبع داخلها فور دلوفها 
البيت منور باصحابه يا طنط ما تتصوريش انا بحب مصر قد ايه وبجد مبسوطة جدا اني هقضي اسبوع بحاله هنا في مصر 
واستطردت حديثها بفرحة
ومش بس كده ده في وسط ناس عنوانهم الطيبة والجمال والهدوء .
ابتسمت والدته بهدوء وهتفت بكلمات اطرائية
ربنا يعز مقدارك يا بنتي انا هقوم اعمل لكم الغدا وانت يا مالك اطلع غير هدومك يا ابني وخد شاور عقبال ما اخلص وما تقلقش عليها انا هعمل لها قهوة من بتاعتى لأن النوع اللى بتشربه تقيل عليها عقبال ما تنزل .
انتهت من كلماتها وتركتهم وذهبت الى المطبخ وهي في حيرة من امر ولدها وحدثت حالها بتعجب
ازاي يا مالك يا ابني تعمل حاجه شكل دي من غير ما تاخد رأيي انا مش مصدقه والله يلا هنشوف لما تمشي ونقعد نتكلم في الموضوع ده .
ومكثت وقتها وهي تحدث حالها تارة بانزعاج وتارة بهدوء الى ان انتهت من طهيها 
بعد مرور نصف ساعة انتهوا من تناول الطعام وجلسوا يتبادلون أطراف الحديث الى ان أحس مالك بإرهاق جوليا فنظر اليها قائلا
تحبي اوصلك للفندق لأن واضح عليكي التعب جدا
نظرت له بامتنان لشعوره بتعبها وأجابته بموافقة وهي تنظر إلي والدتة بعيون تشع سعادة ووجهت لها الحديث
والله يا طنط كان نفسي اقعد معاكي تاني لكن حاسه بإرهاق شديد بس ان شاء الله المرة الجاية هخلي مالك يجيبني وأقضي اليوم كله معاكي .
ربتت عبير على ظهرها بحنو ورددت 
ولا يهمك يا حبيبتي والبيت مفتوح لك في أي وقت تشرفي وتنوري .
وبعد انتهاء السلامات ودعتها جوليا بال وكأنها تعرف عادات مصر وتحفظها عن ظهر قلب 
خرج بها مالك من المنزل وأوصلها الى الفندق التي تمكث به بعد ان ودعها بمحبه ثم عاد الى منزله وجد والدته تنتظره على أحر من الجمر وما ان دلفا حتى وجهت له اسئلتها المباشره بعتاب
اولا انت ازاي تخطب من غير ما تعرفني يا ابني هو انا قد كده ما بقيتش مهمه بالنسبه لك
كاد ان يتحدث الا أنه اشارت اليه بكف يديها ان يصمت وتابعت استفسارها
ثم انت ازاي تخطب واحده ولا تعرف عادتنا ولا تقاليدنا والله اعلم حياتها قبل كده كانت عاملة ازاي !
قطب جبينه باندهاش وأجابها بتساؤل
والله يا ماما هي مسلمة زيي زيها وانا قعدت شهر كامل هناك واتعرفت عليها غير ان احنا كنا بنتعامل مع بعض في الشغل 
واسترسل حديثه بتوضيح
وبعدين انا ارتحت لها وارتحت جدا في التعامل معاها وده

كل اللي يهمني يا أمي .
لم يعجبها رده فهي أكبر منه سنا وقلب الام يخبرها بأن هذه الزيجة لا تتماشى ابدا مع ولدها واشادت بنصح
يا ابني فكر قبل ما تاخد اي خطوة ټندم عليها صدقني فرحة البدايات مش شكل لما تدخل وتتعمق في الموضوع فكر يا مالك واحسبها كويس .
لا ينكر انه انزعج من حديث والدته ولكن هو من خطا خطوته دون اي تشجيع من أحد نمي عن ارتياحه لها وهتف مطمئنا لها 
مش عايزك تقلقي يا امي صدقيني لو حسيت ان اي حاجه مضايقاني مش هكمل عايزك بس تدعي لي بالتوفيق 
ثم قرر ان يفاتحها في الموضوع الذي ابلغه به الطبيب عن حالته
والذي لن ينساه طيلة المدة الماضية وتحدث بملامح وجه مكفهرة 
عايزه اقول لك يا ماما على حاجه بس تعاهديني انها ما تطلعش ما بيني وما بينك لحد ما نعرفها
ونتاكد منها 
ربتت على ظهره وطمأنته بتأكيد
قولي اللي انت عايزه يا حبيبي وما تقلقش سرك في بير .
رمى بجسده للخلف وزفر أنفاسه پقهر وألقي علي مسامعها ماأشاد به الطبيب بالتفصيل 
وما إن أنهي حديثه حتي صار صدره يهبط ويعلوا من شدة تأثره ووجيعة قلبه التي أډمت روحه وهو ينظر إلي والدته الذي وجد وجهها شاحبا كشحوب الأموات مما استمعت اليه اذنيها 
لاحظ شحوب وجهها ودق قلبه بړعب علي حالتها البادية والتي لا تبشر بالخير وهتف وهو يحتضن كفاي يداها 
ماما ممكن لو سمحتي متاخديش الكلام علي أعصابك أنا الحمد لله بقيت بخير والدكتور طمني إن العقار ده تأثيره طلع من جسمي بفضل العلاج والمتابعة واني بقيت كويس جدا الحمدلله.
اندلعت ثورة قلبها ړعبا وهلعا علي حديث ولدها وأدمعت عيناها ونطقت باستفسار
إنت متأكد يابني من الكلام ده مش يمكن يكون الدكتور ده غلطان واتلخبط في التحاليل مابينك وما بين حد تاني 
قلب عينيه بۏجع وهو يمسح على وجهه من شدة التأثر لما حدث له
72  73  74 

انت في الصفحة 73 من 151 صفحات