الإثنين 25 نوفمبر 2024

بين الحقيقه و السراب

انت في الصفحة 30 من 151 صفحات

موقع أيام نيوز

اللي قدامك دلوقتي قضى حياته بين كل انواع الناس وفاهم دماغهم وتفكيرهم كويس جدا
حتى ولو زي ما إنتي بتقولي كنتي صغيرة والدنيا واخداكي بس خلاص على رأي المثل زي ما بيقولوا اللي اتلسع من الشوربه ينفخ في الزبادي 
ومش مالك اللي حاجه تدي له ضهرها ويرجع لها تاني 
لا رجولتي ولا كرامتي ولا المكانة اللي وصلت لها تسمح لي اني ابص ورايا وأرجع حاجه انتهت من زمان بالنسبة لي واندفنت والمدفون عندي بيتحول لتراب 
واستطرد متهكما 
مبررك غير مقنع بالمرة يا مدام يا اللي سبتي اللي حبك واشتراكي زمان ورحتي لأكتر واحد بيكرهه وقدمتي له نفسك على طبق من دهب وفي الآخر اتجوزك شهور ورماكي واتجوز غيرك وغيرك
للأسف بعتي نفسك بالرخيص قوي قوي وانا ما بحبش الناس الرخيصة ما تشرفش بيهم يكونوا في حياتي .
انسدلت الدموع من عيونها تأثرا بحديثه واجابته بعتاب
بقى كده يا مالك بقى انا بالنسبة لك رخيصه وبالنسبة لك زي التراب!
بتعمل فيا كده وبتذلني علشان خاطر انا اللي رجعت لك وبطلب منك السماح .
تحمحم كي ينظف حنجرته وتحدث بملامح جادة لوجه مكفهر 
عارفه يا هنا ساعات بتكون الحاجة باينة قدامنا انها بتلمع وان مفيش أجمل منها ولما نقرب منها وندقق فيها قوي نشوف حقيقتها وبرده نفضل نقنع نفسنا انها حلوة وان ما فيش أحلى منها ونقول لما نجربها كده 
وناخدها ونجربها ونشوف عيوبها باينه قدامنا وأي حد يكتشفها لكن نفضل نعاند لحد ما الحاجة دي ذات نفسها تكرفنا وتقول لنا انتوا بتفهموش
إنتي بقى الحاجه دي كانت كل حركة بتعمليها معايا من كبر وتطلعك للأعلى وعدم مراعاتك لظروفي في ساعات
كانت بتنبهني انك ما تنفعنيش لكن أنا كنت بعاند 
حقيقي اللي قالوا مراية الحب عميا صدق المثل ده جدا 
خلاصه الكلام عايزه تفضلي هنا تنسي خالص مالك اللي إنتي كنتي تعرفيه زمان ده خلاص ما بقاش موجود دلوقتي مالك بقي مالك الجوهري اللي شخصيته اتغيرت 180 درجه عن زمان 
فيا ريت بعد كده انا وضحت لك وجهه نظري تلزمي حدودك معايا وما تتعديهاش يا اما كده يا اما هضطر أفصلك وده تاني انذار ليكي فيا ريت تخلي بالك منه كويس علشان انا ما عنديش الانذار التالت 
ثم فتح الملف الذي امامه واشار بيده دون ان ينظر اليها قائلا بأمر
ودلوقتي اتفضلي على شغلك ويا ريت تخلي بالك كويس جدا لأن الغلطه عندي ما لهاش شفاعه ويا ريت برده ما حدش يعرف حاجه خالص عن اللي كان بينا زمان علشان خاطر ما تبقيش الجانية على نفسك .
وكادت ان تفتح فمها لتتحدث باعتراض الا انه نظر اليها نظرة أرعبتها جعلتها تركض من امامه كمن لدغها عقرب 
وعاد الي ملفاته يتفحصها وكأن شيئا لم يكن
اما هي خرجت فاقدة الامل في ارجاع مالك اليها للأبد لانه عنيد بطبعه ولا يقبل اي شخص ينزل من شأنه ايا كان هذا الشخص .
في كليه التجارة ظهرا
تجلس مريم وهي تقلب في هاتفها بشرود فهي قلما تشحن باقة هاتفها عندما يتوفر معها مبلغ 
فتحت اشعار طلبات الصداقة وجدت رحيم باعثا لها طلبا دق قلبها بوتيرة سريعه وبأيد مرتعشه قبلت الطلب 
ثم حدثت متسائلة نفسها

بتيهة 
يا ترى هو بيبعت لكل الطالبات طلب صداقه ولا ليا انا بس عشان عملت له اعجاب على منشور 
طيب اروح له يساعدني يعمل لي اللي انا عايزاه ولا لا 
وبعد مدة في الأخذ والرد مع نفسها قررت ان تذهب الى مكتبه وتطلب منه ما تريد
فسألت الأمن عن مكتبه وادلو لها
مكانه وذهبت اليه على الفور ودقت على بابه باحترام وانتظرت الرد الى ان اذن لها بالدخول
فدخلت والقت السلام بهدوء فرد عليها رحيم قائلا بوجه بشوش عندما رآها فهي كانت تحتل عقله وتفكيره منذ قليل 
يا هلا وغلا فيكي نورتي مكتبنا المتواضع آنسة مريم .
نظرت اليه بابتسامه هادئه وتحدثت بنبره صوت خاڤتة 
اهلا وسهلا بحضرتك يا دكتور
ممكن اتكلم مع حضرتك شويه لو وقتك يسمح 
اغلق المذكرة التي كانت امامه واجابها بملامح مبتسمه قائلا 
سبق وانا اللي عرضت عليكي انك لو احتاجتي اي حاجه تيجي لي مكتبي وانا مش هتأخر عنك اتفضلي يا ستي اؤمريني وانا عليا التنفيذ .
لانت ملامحها وشعرت براحة اجتاحت روحها لحديث ذالك الحنون الذي وصل لأعماقها وتوغل في روحها مرددة بلجلجة
احب اشكر حضرتك جدا على عطفك معايا يا دكتور ولأنك فاتح مكتبك لأي طالب محتاج مساعده 
واسترسلت حديثها بتوتر وهي تفرك يداها 
انا كنت عايزه اقدم على طلب اني اسكن في المدينه الجامعيه بس هم هنا ليهم شروط علشان القبول 
ما اعتقدش ان ظروفي تسمح بشروطهم لأن مسكنى قريب من الجامعة فكنت عايزه حضرتك تتوسط لي عندهم اني اجي هنا المدينه الجامعيه لاني في مشكله كبيره مش هيحلها غير اني ابقى في المدينة الجامعية .
ضم حاجبيه وعبس وجهه وسأل مستفسرا بدهشة ظهرت علي ملامح وجهه
وانتي ليه عايزه تقعدي في المدينه الجامعية
يا انسه مريم وانتي زي ما
29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 151 صفحات