روايه بقلم فاطمه الالفي
ليجدها تنظر له پغضب شديد وتحول لون عينيها للاسود الكاحل
ابتعد عنها واستقام واقفا
تبدلت لون عينيها في برهة من الزمن وعاد لونها الاخضر ثانيا وتطلعت له بدهشة قائلا
مش ناوي تخلصني من السچن ده بقا
استجمع شتاته وظن بأنه يتخيل أثر حديث موسى هتف بصوت جل
أنتي إللى في ايدك تخلصي نفسك من السچن ده
علم ما يدور بخلدها منما جعله يشعر بالانتصار ولاحت ابتسامة جانبية أعلى ثغره ثم قال
عندي ليك ديل ومافيش خيار تاني للاسف قدامك غير انك تنفيذية وهتخرجي من هنا
شعرت بأنه يتلاعب بها فابعدت انظارها عنه وتطلعت للجهة الأخرى
لو عاوزة تشوفي باباكي وأخواتك تاني توافقي على شرط خروجك من هنا
تطلعت له مشدودة عندما بتر كلماته الأخير عن والدها وشقيقتيها إذا أصبح يعلم عنها كل شيء وعن عائلتها ويستخدم ذلك الټهديد ليجعلها تصمت للابد
هتفت بجدية وايه هو الشرط ده
نظر لها بلامبالاة ثم قال
جحظت عيناها پصدمة وهتفت بسخرية
ده اللي هو إزاي يعني
لم يكن يمزح معها ليجد ردها ذلك قال بلهجة حادة وصارمة
اللي عرفتية يخليكي مش تكوني عايشة على وش الأرض لكن عرفت انك قريبة سراج وجدته مثابة جدتي وقلقانه بسبب غيابك غير كمان
عرفت منه أن والدك تعبان وعاوز يشوفك
قاطعت حديثه بقلق
بابا تعبان ماله بابا
تحبي يوصله خبر غيابك مثلا ولا خبر قټلك في ظروف غامضة ولا
ليه عاوز تجوزني عشان تضمن
سكوتي
هز رأسه نافيا وقال بغلظة
عشان بعد اللي عرفتية هيفضل مصيرك متعلق بمصيري مش عشان عاوز اتجوزك ومحتاج زوجة لا خالص عاوزك تحت عنية طول الوقت في الشركة والبيت اصلك مش هتسيبي الشركة غير على چثتي وجودك هيفدني كتير
ثم نهض من أمامها وقال وهو يعطيها ظهره
هتوافقي وبرضاكي هتخرجي من هنا معززة مكرمة تروحي تشوفي والدك وتطمني على أهلك قبل ما يوصلهم خبر تغيبك بقالك يومين وساعتها مش هيكون في مبرر بغيابك
عاد ينظر لها خلسة وقال
على فكرة الجو از مش هيتم دلوقتي يعني عشان ناوي الجواز يحصل قدام الناس كلها وبموافقة اهلك واوعي تفكري تنطقي بحرف واحد عشان مش هتكوني انتي بس اللي تحت رحمتي لا دي
ثم قبض بقوة على قبضة منما جعلها ترتجف خوفا من ټهديدة الصريح بعائلتها كل ما تفكر به الآن هو والدها الحبيب وتريد أن ترتمي باحض انه
هزت راسها بالايجاب وخرج صوتها منكسر
موافقة بس خرجني دلوقتي من هنا عاوزة اشوف بابا
هذا ما جعلها تطأطت راسها هو والدها التي لا تتحمل أن يصيبه مكروه فهو كل شيء بالنسبة لها ولوالدتها ولشقيقتيها يكفى حزنه بعدما تخلى عنه شقيقه وخذله يكفى تضحيته بشقيقه من أجلها وأجل سعادتها تمنت لو عاد بها الزمن وقبلت بزوا جها من ابن عمها أفضل منما هي فيه الآن
كان يظن بأنها ستظل تجادله فهي ليست بهذا اللين ولكن يبدو بأن والدها هو نقطة ضعفها حقا ولذلك لم تتحمل سماع خبر مرضه وهي بعيدة عنه
زفر أنفاسه بهدوء وغادر الغرفة دون أن ينبس بكلمة هتف مناديا على موسى
اسرع موسى يقف أمامه وضع كفه على كتف موسى وقال
أخرج لمجدي بره السواق بتاعي عارفة طبعا
طبعا يا باشا
استرسل حديثه قائلا
قوله يروح بيته دلوقتي ويسبلك العربية انت اللي هتوصلني
حاضر يا باشا
غادر موسى الفيلا لينفذ ما املاءه عليه سليم وتفاجئ مجدي بوجود ذلك الشاب يغادر الفيلا ووقف أمامه يخبره بما قاله سليم ترك له مجدي مفتاح السيارة وداخله الشعور بالقلق يتزايد يوميا من تصرفات سليم المريبة
أما عن سليم أخرج هاتفه ثم أجرا إتصالا هاتفيا بسراج
استمع لرنين الهاتف على الجهة الأخرى ثم بعد لحظات استمع لصوت سراج وهو يتثاوب ويرد عليه بكسل
ايوة يا سليم أنت فين صحيت من النوم مالقتكش
إجابة بهدوء حذر
أنا عرفت مكان حياة وهوصلها عند جدتك قابلني هناك
جحظت عين سراج وهتف بعدم أستعاب
بتتكلم جد طب لاقتها فين وازاي
لم يجيب على ثرثرته أغلق الهاتف وعاد ادارجه إلى حيث البدروم
فتحه ثم دلف لداخل وقال بلهجة صارمة
يلا هوصلك عند بيت سراج ومش عاوز بؤقك ده يتفتح بحرف واحد
تقدر على النهوض
شكرا مش محتاجة مساعدة منك
استقام ظهره وتركها ببرود تام جاهدت في الصمود ورسم قناع القوة أمامه ثم نهضت من مجلسها بصعوبة وهي تتحامل على ساعديها ثم سارت بخطوات بطيئة تغادر ذلك الكهف المظلم الذي قضت
به يومان مثابة عامان بالنسبة إليها
وجدت موسى يحمل المقعد المتحرك ويغادر الڤيلا أما عن سليم فرمقها بنظرات مبهمة وأشار إليها بأن تسير خلفه
غادر الفيلا وهي تتبعه ثم اغلق الباب خلفها وتوجها إلى السيارة استقل بالمقعد الخلفي وفتح لها موسى الباب الآخر