الأحد 01 ديسمبر 2024

روايه بقلم فاطمه الالفي

انت في الصفحة 45 من 150 صفحات

موقع أيام نيوز


ليجدها تنظر له پغضب شديد وتحول لون عينيها للاسود الكاحل
ابتعد عنها واستقام واقفا
تبدلت لون عينيها في برهة من الزمن وعاد لونها الاخضر ثانيا وتطلعت له بدهشة قائلا
مش ناوي تخلصني من السچن ده بقا
استجمع شتاته وظن بأنه يتخيل أثر حديث موسى هتف بصوت جل
أنتي إللى في ايدك تخلصي نفسك من السچن ده 

حدقت به مندهشة فهي على يقين أنه على الاستعداد بقټلها لكي لا ينفضح أمره
علم ما يدور بخلدها منما جعله يشعر بالانتصار ولاحت ابتسامة جانبية أعلى ثغره ثم قال
عندي ليك ديل ومافيش خيار تاني للاسف قدامك غير انك تنفيذية وهتخرجي من هنا 
شعرت بأنه يتلاعب بها فابعدت انظارها عنه وتطلعت للجهة الأخرى
بتر جملته دون أن ينتظر ردها
لو عاوزة تشوفي باباكي وأخواتك تاني توافقي على شرط خروجك من هنا
تطلعت له مشدودة عندما بتر كلماته الأخير عن والدها وشقيقتيها إذا أصبح يعلم عنها كل شيء وعن عائلتها ويستخدم ذلك الټهديد ليجعلها تصمت للابد 
هتفت بجدية وايه هو الشرط ده 
نظر لها بلامبالاة ثم قال
تتجوزيني 
جحظت عيناها پصدمة وهتفت بسخرية
ده اللي هو إزاي يعني 
لم يكن يمزح معها ليجد ردها ذلك قال بلهجة حادة وصارمة
اللي عرفتية يخليكي مش تكوني عايشة على وش الأرض لكن عرفت انك قريبة سراج وجدته مثابة جدتي وقلقانه بسبب غيابك غير كمان
عرفت منه أن والدك تعبان وعاوز يشوفك
قاطعت حديثه بقلق 
بابا تعبان ماله بابا
هتف ببرود
تحبي يوصله خبر غيابك مثلا ولا خبر قټلك في ظروف غامضة ولا
ليه عاوز تجوزني عشان تضمن
سكوتي
هز رأسه نافيا وقال بغلظة
عشان بعد اللي عرفتية هيفضل مصيرك متعلق بمصيري مش عشان عاوز اتجوزك ومحتاج زوجة لا خالص عاوزك تحت عنية طول الوقت في الشركة والبيت اصلك مش هتسيبي الشركة غير على چثتي وجودك هيفدني كتير 
ثم هبط لمستواها وتطلع بعينيها قائلا بسخرية
ثم نهض من أمامها وقال وهو يعطيها ظهره
هتوافقي وبرضاكي هتخرجي من هنا معززة مكرمة تروحي تشوفي والدك وتطمني على أهلك قبل ما يوصلهم خبر تغيبك بقالك يومين وساعتها مش هيكون في مبرر بغيابك 
عاد ينظر لها خلسة وقال 
على فكرة الجو از مش هيتم دلوقتي يعني عشان ناوي الجواز يحصل قدام الناس كلها وبموافقة اهلك واوعي تفكري تنطقي بحرف واحد عشان مش هتكوني انتي بس اللي تحت رحمتي لا دي
عيلتك كلها هتكون في قبضة اي دي كدة 
ثم قبض بقوة على قبضة منما جعلها ترتجف خوفا من ټهديدة الصريح بعائلتها كل ما تفكر به الآن هو والدها الحبيب وتريد أن ترتمي باحض انه
هزت راسها بالايجاب وخرج صوتها منكسر 
موافقة بس خرجني دلوقتي من هنا عاوزة اشوف بابا
هذا ما جعلها تطأطت راسها هو والدها التي لا تتحمل أن يصيبه مكروه فهو كل شيء بالنسبة لها ولوالدتها ولشقيقتيها يكفى حزنه بعدما تخلى عنه شقيقه وخذله يكفى تضحيته بشقيقه من أجلها وأجل سعادتها تمنت لو عاد بها الزمن وقبلت بزوا جها من ابن عمها أفضل منما هي فيه الآن
كان يظن بأنها ستظل تجادله فهي ليست بهذا اللين ولكن يبدو بأن والدها هو نقطة ضعفها حقا ولذلك لم تتحمل سماع خبر مرضه وهي بعيدة عنه
زفر أنفاسه بهدوء وغادر الغرفة دون أن ينبس بكلمة هتف مناديا على موسى
اسرع موسى يقف أمامه وضع كفه على كتف موسى وقال
أخرج لمجدي بره السواق بتاعي عارفة طبعا
طبعا يا باشا
استرسل حديثه قائلا
قوله يروح بيته دلوقتي ويسبلك العربية انت اللي هتوصلني 
حاضر يا باشا
غادر موسى الفيلا لينفذ ما املاءه عليه سليم وتفاجئ مجدي بوجود ذلك الشاب يغادر الفيلا ووقف أمامه يخبره بما قاله سليم ترك له مجدي مفتاح السيارة وداخله الشعور بالقلق يتزايد يوميا من تصرفات سليم المريبة
أما عن سليم أخرج هاتفه ثم أجرا إتصالا هاتفيا بسراج 
استمع لرنين الهاتف على الجهة الأخرى ثم بعد لحظات استمع لصوت سراج وهو يتثاوب ويرد عليه بكسل
ايوة يا سليم أنت فين صحيت من النوم مالقتكش
إجابة بهدوء حذر
أنا عرفت مكان حياة وهوصلها عند جدتك قابلني هناك
جحظت عين سراج وهتف بعدم أستعاب
بتتكلم جد طب لاقتها فين وازاي
لم يجيب على ثرثرته أغلق الهاتف وعاد ادارجه إلى حيث البدروم 
فتحه ثم دلف لداخل وقال بلهجة صارمة
يلا هوصلك عند بيت سراج ومش عاوز بؤقك ده يتفتح بحرف واحد 
تقدر على النهوض
شكرا مش محتاجة مساعدة منك
استقام ظهره وتركها ببرود تام جاهدت في الصمود ورسم قناع القوة أمامه ثم نهضت من مجلسها بصعوبة وهي تتحامل على ساعديها ثم سارت بخطوات بطيئة تغادر ذلك الكهف المظلم الذي قضت
به يومان مثابة عامان بالنسبة إليها
وجدت موسى يحمل المقعد المتحرك ويغادر الڤيلا أما عن سليم فرمقها بنظرات مبهمة وأشار إليها بأن تسير خلفه 
غادر الفيلا وهي تتبعه ثم اغلق الباب خلفها وتوجها إلى السيارة استقل بالمقعد الخلفي وفتح لها موسى الباب الآخر
 

44  45  46 

انت في الصفحة 45 من 150 صفحات