الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه اسلام

انت في الصفحة 23 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز


صوت عمها يطرق الباب ويتوسل لها أن تفتح  
ظلت فى غرفتها اسبوعا كاملا لايراها أحد  
لاتفتح باب غرفتها الا لدخول طعام فقد عقد معها عمها إن لم تريد أن يأتى اليها ويتحدث معها عليها أن تتناول الطعام والا لن يتوقف عن المجئ وطرق الباب  
لم يتوقف أدم عن المرور امام غرفتها ووضع أذناه على غرفتها حتى يسمع أن كانت تبكي أم لا فشعور الندم قد سيطر عليه وهو يراها بتلك الحالة  

ولم يتوقف عن العبور من الشرفة فى الظلام حتى يراها وهى نائمه ويظل يراقبها وهو يسمع شهقاتها وهى نائمة كطفل الصغير  
تذكر عندما كان فى المتوسط وتبكي بعد أن تعرضت لضړب من سيف كم كان سعيدا ذلك اليوم وهو يراها بتلك الطريقة 
جاء بخاطره
أن كان يعلم بحالها هل كان سيساعدها أم يتركها  
كلما يراها نائمه تبدو كالطفل الصغير الذي تركته أمه يبكي بمفرده
فيشعر بالشفقة عليها أكثر فكم كان أنانيا معها لما أراد فى تلك اللحظة الذي علم ضعفها أن يكسرها أكثر  
الم يفكر فى مرضه الذي جاءه بسببها ويظل يذهب الى الطبيب معتقدا أن به علة ألا يجب عليه أن يسعد الان لأنه كان طبيعيا منذ البداية وأن قلبه السقيم كان يرى حقيقتها بدون أن ترها عيناه 
مرر يده على خصلات شعرها فلامست وجنتياها الدافئة فتسلل اليه هذا الشعور مرة أخرى بجعل قلبه يخفق كقرع الطبول الثائر 
يصب داخل عروقه بنقاء نسيمها عبر انفه فاستسلم لوجهها الذي أخذ يديه وسادة 
أحس بأنها على وشك الاستيقاظ عندما تقلبت بجسدها الى الجهه الاخرى فخرج مسرعا يعود الى شقته فى الدور العلوي 
جاء الصباح مصاحبا لأصوات العصافير تزقزق داخل شرفتها لتستيقظ وهى تتنهد على صوت طرق الباب  
_ ياسمين أفتحى أنا عمك هقولك بس حاجه وامشي على طول  
قلبها ينذف ۏجعا لكن يعترف لها أنه سامحه فيكفي أنه أعترف بأنوثتها  
فاقتربت من باب غرفتها بتوتر وفتحت الباب بيد مرتعشه  
عندما رأها عمها أحطها بين زراعيه يربت على ظهرها ويعتذر كثيرا 
_ أنا يابنتي أسف أنت برضه لازم تحسي بيا أنا لما روحت لدكتور قالى حاجات كتير أووى لحد دلوقتى مش قادر أستوعب بس قلبي شايف أنك ياسمين  
سامحيني يابنتي أنا مش هاين عليا أسامح اخويا لما الدكتور قالى حالتك كانت ممكن أتعالجت من زمان زعلت وقلت أزاى أنت اسحملتى كل دا  
أنا عاوزة أقولك حاجه 
أنت بطلة ياياسمين بطلة انا والله ليا الشرف انك تكون بنت أخويا بدون أى حاجه عارفه ليه 
لأنك كنت عارفه اللى فيك وكنت عايشة وبتنجحي شاطرة فى كرة القدم والدراسة وجايبه مجموع كبير مش اى حد يجيبه 
قالها العم ناجى وهو يربت على كتفيها ويحاول كتم الدموع فهو يريد أن يكون قويا لكى يكون داعما لها فلم يكن لها ذنبا فى أى شئ 
فعض على شفتيه وهو يراها تبكي بدون توقف 
فأردف 
_ أنا معاك فاللى تختاريه بس بشرط 
رفعت ياسمين رأسها اليه وعيناها تسبح فى غيوم ضبابية 
فابتسم وهو يقول 
_ تعرفي امبارح عملت ايه 
روحت قدمت ليك فى كلية الهندسة
بدون ليه ولا لا أنت هتكملى تعليمك و هعوضك عن كل حاجه شوفتيها 
_ بس ياعمي 
_ بدون بس 
_ طب سبني وقت أفكر  
ربت العم على كتفيها وهو يبتسم ويميل رأسه بايجاب وخرج من الغرفه ويرمقها بنظرات تؤلمه أكثر 
فحينما عرف بهذا الامر شعر أن صخور الدنيا حطمت جسده وهلكته فما يخشاه تقبل المجتمع لها ومستقبلها المجهول 
أرتفع القمر يضئ خلايا وجنتيها الحمراء ويرطب عيناها الزرقاء وهى تمشي على الطريق بمفردها ذاهبه الى بيت رامي بعد تسللت من وراء عمها 
تفكر دائما 
ماذا ستكون رده فعله هل سيبتعد عنها أم يشفق عليها أن تخيرت بين هذين الامرين لاختارت الشفقة 
وبعد أن وجدت رامي فى المنزل وقد باد عليه الحزن هو الاخر 
_ انا جتلك البيت كتير كل لما اروح يقولولى انك مش موجود بجد زهقت منك انت ضاع من اول ماتش 
_ معليش يارامي كنت تعبان والله  
_انت مش عجبني اليومين دوول 
تنهدت ياسمين وهى تميل رأسها بايجاب 
و طلبت منه الخروج فى نزهه فوافق فورا لكنه ذهب واخذها معه الى جده بسيارته 
مرت ساعه كامله فى الطريق فدهشت وهى تنظر الى خريطه السيارة 
_ انت رايح فين بقالنا كتير وبعدين الخريطه دي جايبه على ساحل البحر ليه 
_انت رغاي اووى النهاردة ليه وبعدين لسه قدامنا ست ساعات 
_نعم وقف العربيه وقف اصل انط منها 
قام رامي بزيادة سرعه السيارة پجنون وقال 
_لو مسكتش هزود انا بقولك اهو 
_ خلاص يخربيتك هتموتنا  
عضت ياسمين على شفتياها بضيق تفكر بعمها فقد تأخر الوقت كثيرا 
مرت سبع ساعات حتى اشرقت الشمس فلم تستطيع ان تطرد النوم من عيناها فاستسلمت له
 

22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 61 صفحات