الأحد 24 نوفمبر 2024

عائله المغربي

انت في الصفحة 8 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

المطبخ بأمر من والدة زوجها تحت مراقبة عينى نجية وحبيبة المتعاطفة معها تتلهف لاستلقاء فوق الفراش لټغرق فى النوم لا تفيق منه سوى صباحا استعداد ليوم شاق اخر لذا دلفت الى داخل جناحهم لتتسمر قدميها حين رأته يستلقى فوق الفراش براحة وهدوء ممسكا بملف بطالعه باهتمام غير عابئ بدخولها لا يعيرها ادنى اهتمام لكن لم يكن هذا سبب توترها وتخشبها بكل الحالة التى وجدته عليها اذا كان يستلقى لايرتدى سوى بنطال قصير ولا شئ اخر مما جعل فمها يصبح جاف بشدة كما لو كانت فى صحراء قالحة تتعالى انفاسها متوترة رغما عنها لكنها اسرعت بتمالك نفسها تدخل بخطوات بطيئة مرهقة نحو جزانتها تخرج منها ثوب مريح للنوم لكن اتت اتى صوته الهادئ يوقفها عما تقوم به يسألها بهدوء 
ممكن اعرف ايه اللى فى ايدك ده
التفتت اليه سريعا قائلة بارتجاف وتلعثم
قميص علشان انام فيه
ارتفع حاجبه بتساؤل ساخر
تنامىومين قالك بقى انك هتنامى دلوقت
عقدت حاجبيها بحيرة ترتعش يدها الحاملة للقميص لاتدرى بما تجيبه تتراجع بحدة الى الخلف مصطدمة بالحزانة ورائها حين رأته ينهض سريعا من فوق الفراش متجها لها بخطوات بطيئة عينه تمر من
فوقها ببطء واستمتاع قبل ان يواجه عينها المړتعبة قائلا 
ايه نسيتى اتفاقنا الصبح ولا تحبى افكر بيه 
هزت ليله برفض قائلة بصوت حاولت اظهار الشجاعة به
انا متفقتش معاك على حاجة انت بس اللى اتكلمت وانا سمعتك وخلاص
ا جلال بابتسامة صغيرة يهز راسه بالموافقة لتكمل سريعا قائلة بنبرة تحذرية قلقة 
واظن احنا خلصنا كلامنا بخصوص جوزانا وظروفه وكل واحد قال اللى عنده
لم يجيبها جلال بل ظل ينظر الى وجهها يمرر عينيه فوق ملامحها ببطء جعلها تتوتر 
انتى شايفة كده 
هزت راسها له بالايجاب سريعا تضم قميصها الىها بحماية وتوتر فى انتظار اجابته التى اتت بعد لحظة مرت عليها كالدهر يتركها مكانهامتحركا ناحية الفراش مرة يجلس فوق قبل ان ينظر لها قائلا بهدوء 
طب يلا روحى خدى حمامك
ترتسم علامات الحيرة فوق وجهها تغلق الباب خلفها بهدوء لينهض جلال واقفا يزفر پعنف عدة مرات محاولا الهدوء يلعن نفسه الف مرة متسألا پغضب لما فى كل مرة ينتوى فيها عقابها يشعر بهذا الضعف اتجاههاا ناسيا كل ما قرره فى شأنها حتى هذا الصباح وبعد فعلتها الحمقاء معه كان ينوى لها العقاپ بما يليق بفعلتها ولكنه وجد يديه بدلا عن صفعها كما كانت تستحق نسى تماما كل ما قالته وفعلته لتأتى مقاطعة والدته لهم كطوق النجاة له 
ينهر نفسه طيلة اليوم على لحظة الضعف هذه مراقبا افعال والدته معها وتكليفها له بكل تلك الاعمال الشاقة يوقف نفسه ناهرا اياها پغضب وحنق فى كل مرة يحاول فيها التدخل لمنعها فهى من جنت على نفسها حين تباهت امامه برفضها له وبزواجه بغض النظر عن انه هو الاخر كان غير راضيا بتلك الزيجة فى بدايتها لكنه كان ينتوى معاملتها بكل ما يليق بزوجة جلال الصاوى ان تعامل به من حسن المعاشرة والمكانة العالية لذا هى من تسببت لنفسها بتلك المهانة ولا احد اخر
افاق من افكاره يشعر بغضبه وحنقه منها يعاوده مرة اخرى حين سمع صوت فتح الباب يراها تتقدم خارجة بخطوات بطيئة داخل الغرفة لينهض من مكانه پعنف ينظر اليها بعينين مشټعلة ڠضبا يتنفس پعنف فتلاحظ هى حالته المتقلبة تلك تتسأل پخوف عن سببها تهب فزعا حين تفاجئت به يقف امامها بخطوتين سريعتين قائلا بخشونة 
انا سبتك تقولى اللى عندك بس مش انتى اللى هتقولى ايه يحصل وايه ميحصلش ومن الليلة هتكونى ليا ..

قلتلك.... انى مش عوزاك... وانى مڠصوب....
لم يمهلها فرصة للاجابة 
الفصل الخامس
مش ده اللى المفروض يكون بينا ... مش المفروض احس بكده وانا معاكى
اتسعت عينى ليله يظهر ارتباكها وعدم ادراك لمعنى ما يحدثها به فيجيبها جلال بتحشرج 
عارف انك مش فاهمة انا بقول ايه .. هتصدقينى لو قلتلك ان انا كمان مش فاهم ولا قادر اسمى اللى بيحصل ده بايه .. بس مهمنيش كل اللى يهمنى انك هتكونى ليا ومعايا الليلة
فينهى كلماته ينحنى ببطء نحوها غير مدرك لحالة الجمود التى اصابتها ليوقف صوتها المرتجف پألم وانكسار اقترابه منها حين همست
بس انا اقدر اقولك ده يبقى ايه
رفع جلال وجهه اليها عاقد حاجبيه معا ينظر لها بفضول وحدة لتكمل بخفوت عينيها لا تحيد عن عينيه يظهر المها جليا له داخلهما قائلة 
تحشرج صوتها بغصة مشاعر تعصف بها ودموع التمعت بعينيها لكنها تجاهلتهم تكمل بمرارة ترتفع فى حلقها كالعلقم
مش قادر تصدق ان ممكن ليله اللى اهلها رموها عليك ورضيت بيها علشان الارض ممكن تحس ناحيتها بأى مشاعر حتى ولو فى سواد الليل وهتنتهى الصبح
اعقبت حديثها برفع يدها تدفعه بقوة تبعده عنها مستغلة حالة الجمود التى اصابته ناحجة فى ذلك تنهض سريعا عن الفراش تكمل بصوت مخټنق بعبراتها لكنها لم تسمح لها بالانطلاق خارج سجن عينيها قائلة بجمود ورأس مرتفع بكبرياء
بس مش انا اللى ارضى بالقليل اللى هترمهولى يابن الصاوى كفاية عليا اوى اتغصبت على جوازة زى دى ومعنديش استعداد تانى اتغصب على حاجة من تانى حتى ولو كانت ليلة محدش غيرى هيدفع تمن ضعفك فيها ادام هتنتهى تانى يوم الصبح
كان جلال اثناء حديثها يجلس بجمود تعصف عينيه بنيران غضبه مع كل حرف تنطق
حتى ظنت انه فى ايه لحظة سينقض عليها ليخرسها بالقوة عما تتفوه به ولكن فورا انتهاء كلماتها المهينة له فوجئت بالبرود
والاقتضاب يعلو وجهه بدلا من ذلك الڠضب العاصف
الظاهر فى بداية حديثها رافعا ستار عاتمة اللون فوق عينيه فلاتستطيع قراءة ما بهم من مشاعر ليشعرها هذا بالخۏف والړعب اكثر من غضبه السابق لكنها لم تتراجع او تحاول اصلاح كلماتها السابقة لها تبادله النظرات بتحدى واهن لكنها تمسكت به الى اقصى حد لا تريد خسارة معركة وحرب العيون بينهم حتى تعالى صوت رنين هاتفه قاطعا الصمت الحاد بينهم لكنه تجاهل تماما ظلا ينظر اليها لا تحيد عينيه بعيدا عنها فشعرت برجفة تزحف داخل عنه لكن يأتى رنين هاتفه قاطعا الصمت الساد بحدة لكنه تجاهله لا يحيد بعينيه الحادة عنها 
سبحان من له الدوام ..امتى ده حصل
شعرت ليله باهتزاز قدميها لحظة نطقه لكلماته تلك ينقبض قلبها بشدة مؤلمة تكاد ټنهار ارضا حين سمعته يكمل بجمود فعلمت انها المعنية بالحديث
متقلقش انا هعرفها ومسافة السكة وهنكون عندكم
اغلق الهاتف يلقى به فوق الفراش زافرا بقوة لتسأله بصوت مرتجف خائڤ 
مين اللى ماټ ياجلال 
الټفت اليها قائلا بأسف وحزن
البقاء لله .....جدك جاد تعيشى انتى
ليه ياجدى ..ليه تسبنى طب كنت استنى اقولك انى مش زعلانة منك ...لييييييييه ياجدى ليييييييه
صړخت بكلماتها الاخيرة باڼهيار ترج ارجاء الغرفة 
يصل مقصدها لجلال كسين حاد لكنه تجاهل ما اوصلته بداخله بفعل كلماتها تلك يشعر بالعجز وهو يراها بهذه الحالة لا يعلم كيف يستطيع التهوين والتخفيف عنها فلا يجد امامه حلا سوى جذب راسها الى كتفه هامسا لها بصون رقيق متعاطف كلمات تهدئة خرجت منه بصعوبة حين كانت مستسلمة له دون مقاومة 
كفاية يا بنتى بكى بقى عنيكى خلاص مبقاش فيها
مش قادرة ياماما مش قادرة اسامح نفسى انه ماټ 
وهو فاكر انى لسه زعلانة منه ومهانش عليا اكلمه اقوله انى مش زعلانة منه ابدا ياماما

والدتها لټحتضنها هى تشير الى والدتها بطرف عينيها ان تتركهم لحالهم قائلة بهدوء 
سبينى مع ليله شويه ياماما وانزلى انتى للستات تحت اكيد مرات عمى محتجالك دلوقت 
فزفرت صالحة بقلة حيلة تنهض من مكانها قائلة بخفوت
حاضر يابنتى وكمان احضرلكم لقمة تكلوها دى من امبارح على الحال ده
تحركت مغادرة للغرفة ليسود الهدوء لدقائق لم يسمع فيه سوى صوت شهقات ليله الباكية لټحتضنها شروق اكثر تشعر بالشفقة والم عليها تعلم جيدا مدى تعلق ليله الشديد بجدهم الراحل فالمها لرحيله يعادل الامهم جميعا عليه وان لم يكن اكثر الا انه من بعد ان قام بتزويجها بتلك الطريقة اصبح يبتعد عن لقائها يتعمد القسۏة فى حديثه معها كما لو كان يخشى اعطائها الفرصة لاعتراض على قراره او حتى الحديث عما يقلقها لتتم الزيجة وهم على هذه الحالة من التوتر والبعد لاينطق بكلمة تخص زيجتها ابدا لتتدهور حالته الصحية من بعد ذهابها الى منزل زوجها لكن ظل على عنده رافضا رفضا قاطعا اقتراحها ان تقوم بالذهاب الى ليله او حتى احضارها الى هنا ليحدثها ويطوضح لما فعل ما فعله معها بعد ان قام باستدعائها هى وسعد قبل ۏفاته بعدة ايام ليقوم بتوصيتها على ليله يخبرها بما ينتوى القيام به حتى يطمئن قلبه عليها ثم يجعلهم يقسموا له على كتاب الله ان يظلا محتفظين بسر حديثهم حتى يقوم هو باخبارها بنفسه ولكن يأتى قضاء الله فلا يمهله الفرصة لذلك لذا هى تشعر ان المسئولية التوضيح اصبحت ملقاة على عاتقها هى لكنها لا تعرف كيف تبدء حديثهم ذاك
تنحنحت بقوة قائلة بعطف 
ليله حبيبتى انا مش عوزاكى تعملى فى نفسك كده صدقينى جدى كان عارف انك استحالة هتزعلى منه وكان ناوى كمان يبعتلك تقعدوا سوا بس ....
ياريتنى كنت كلمته ياشروق وعرفته انى مش زعلانة كان هيحصل ايه لو كنت انا اللى كلمته الاول ليه ياشروق معملتش كده ليه ..
ازيك ياشروق ...اسف انى دخلت كده بس كنت عاوزة اطمن على ليله
التمعت عينى شروق تسرع قائلة بلهفة
متقلقش هى كويسة ونامت دلوقت من كتر عياطها بس لو تحب انا ممكن اصحي....
رفع جلال رأسه بلهفة يلقى نظرة اهتمام نحو تلك المستلقية فوق الفراش قائلا بحزم 
لاا خليها زى ماهى انا بس كنت بطمن عليها .الست والدتك كانت قلقانة لما سألتها عليها فطلعت اطمن على حالها
تحركت شروق متوجه نحوه قائلة بلهفة
هى بخير متقلقش بس لو ممكن تقعد معاها لثوانى لحد مااروح احضرلها حاجة تاكلها وارجع بسرعة!
اسرعت تكمل برجاء واستعطاف حين رأت التردد يعلو فوق ملامحه
ثوانى ومش هتأخر اصلها مأكلتش حاجة من امبارح وخاېفة اسيبها لوحدها وانزل
تنهد بقوة يضع يديه داخل جيبى بنطاله يظهر التفكير والتردد فوق ملامحه وهو يلقى بنظرة اخرى ناحية ليلة النائمة بعمق لا تدرى شيئ عن الحديث الدائر ترق نظراته فوقها للحظة لكنها كانت كافية لتراها شروق قبل ان يهز راسه لها موافقا بضعف فابتسمت شروق بسعادة تتجه ناحية الباب مغادرة تفتحه ثم تلتفت ناحية ذلك الواقف ظهره لها يعطى كل اهتمامه 

قطعة من قلبه ويرجو منه العناية والاهتمام بها يومها اثر جلال فى نفسه ان يصونها ويراعها اكراما لهذا الشيخ الجليل وحبه الواضح لها لكن تأتى الريح بما لاتشتهى السفن لينهار كل ماكان ينتويه لها

انت في الصفحة 8 من 43 صفحات