الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

قصه ست البنات بقلم نهي مجدي

انت في الصفحة 31 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز


عدت مهزوما مكسورا تستحق ان تنسحق اسفل قدميه ولن يعيرك انتباهه قط 
وكنت انا من اللواتى قررت الانسحاب فلا حب بلا كرامه ولا بقاء بلا شعور كنت اتمزق ولا أبدى فلقد اقسمت الا يكسرنى احدهم يوما وكما كنت اشټعل من أجله سأشتعل من أجل نفسى فقط 
مرت الأيام ثقيله لن أكذب وأدعى اننى لم استيقظ كل يوم من أيام شهور العده التى يستطيع فيها ردى بسهوله وانا اتوقع ان يقتحم عمرغرفتى ويجذبنى من يدى بقوه وهوا يخبرنى اننى عدت لعصمته ولن يتركنى انساب من بين اصابعه بسهوله كما ينساب الماء المهدور من يد لا تعرف قيمته ولكن ذلك

لم يحدث كل يوم كان يمر على كان الانتظار ينهش من لحمى ويقتات عليه بالرغم من اننى سأرفض ذلك الوضع وسأعنفه كثيرا الا اننى كنت اوقن انه سيأتى حتى انهت تلك الايام وأخفقت فى مشاعرى مره أخرى كما اخفقت من قبل يومها انتظرت حتى دقت الساعه الثانيه عشر بعد منتصف الليل واعلنت اننى اصبحت حره الان ومحوته من قلبى كنت امزق ذكرياته معى وكأننى أولد من جديد أخذت وقتا طويلا كى أدرك اننى لست شيئا
لأحد ولكن يغفر لى اننى فى النهايه أدركت ذلك 
فى الصباح استيقظت على رنه هاتفى المعتاده فتحت عينى والقيت نظره على المتصل فوجدته صفي نهضت متكاسله خامله امسك بهاتفى ببطئ حتى ادركته وفتحت محادثه معه
صباح الخير يا ميراس
صباح الخير ياصفي
نمتى كويس 
عادى 
انا استنيت لما تخلصى شهور العده علشان اقدر اتكلم معاكى براحتى من غير مااحس انى عائق فى حياتك
صفي انت شايف ان دا وقت مناسب للكلام دا انا لا مستعده نفسيا ولا جسديا لأى حاجه من دى ومش مركزه غير فى ابنى ودراستى فمن فضلك امسحنى من دماغك 
انا اسف يا ميراس انا مقصدتش اشتتك انا بس كنت عايز 
ارجوك يا صفي سبنى دلوقتى الله يرضى عنك وهنبقى نتكلم بعدين 
اغلقت الهاتف دون ان اسمع رده ولم أريد سماعه ففى تلك المرحله لم يكن يعنينى أى أحد حتى وان حطمت قلوب الجميع كما ټحطم قلبى من قبل 
اصبحت شبه منعزله لا افعل شئ سوى دراستى فقط ومراعاه ابنى دخلت الدبلومه واصررت ان انجح فيها واتفوق لألتحق بالجامعه التى عشت طوال حياتى احلم بها والتى كنت سأتخلى عنها بكل سهوله اذا طلب هوا ذلك ولكن لا يهم لن اذكره فى حديثى ولا فى حياتى مره اخرى 
قبل بدء اختبارات العام الأول من الدبلومه كنت منهكه تماما فى المذاكره والتحصيل لأتفوق وانجح فيها بتقدير كبير يساعدنى ان استكمل عامى الثانى واذا حافظت على ذلك التقدير المرتفع سألتحق بكليه الهندسه على الفور فنت آكل الكتب أكلا وكأننى على صراع معها أخرج فيها همومى واحزانى وكآبتى وصډمتى وكل ما يجول بخاطرى وبقلبى كنت انتقم من نفسى ومن الجميع بتلك الطريقه ارد للعالم الصاع صاعين وارد لنفسى كرامتى وكبريائى لم يكن يهمنى تعب ولم يكن الكلل يتطرق إلى زهدت الطعام والتنزه والخروج من المنزل واصبحت راهبه علم فقط اجلس فى صومعتى اتعبد بالعلم والدراسه واوقات فراغى هيا وقت اهتمامى بتميم الذى اصبح صديقى المقرب ومكمن أسراري ومنبت سعادتى 
أتذكر تلك الليله التى كنت ساهره فيها ممسكه بكتابى وبجوارى كوب الشاى الدافئ الذى نسيته فى خضم مذاكرتى وطرقت امى الباب ولم تكن معتاده على السهر بل
تذهب لتنام ومعها تميم لتتيح لى وقتا هادئا لزياده التركيز ولكنها فى تلك الليله لم تنم بل دخلت حمراء العينين منكسه الرأس تبدوا عليها علامات البكاء الحار فانقبض قلبى وارتجفت اوصالى وشعرت ان هنالك شيئا سيئا حدث 
فيه ايه ياماما مالك 
جلست بجوارى تقاوم دموعها المترقرقه فى عينيها 
مفيش حاجه ياحبيبتى سلامتك كنت بطمن عليكى
تركت مافى يدى وجلست بجوارها استجدى منها الكلمات لطمئن قلبى 
انتى مبتعرفيش تكدبى وملامحك بتكشفك قوليلى فيه ايه متوقعيش قلبى 
عمر اتجوز
سقط قلبى واختفت الكلمات من فمى وهدء نبضى حتى كاد يختفى ولكنى استطعت ان ارسم ابتسامه زائفه بنجاح بالغ مع نظره متعجبه اعتقد اننى تدربت عليها جيدا 
طيب واحنا مالنا 
ربتت امى على يدى التى ترتجف لا ادرى أمن بروده صقيع اصابت جسدى فجأه ام توتر احاول اخفائه بقوه !
انتى لو كدبتى على الدنيا كلها مش هتعرفى تكدبى على امك يا ميراس انا بفهمك وبحس بيكى من غير ما تتكلمى اقدر اعرف بتفكرى فيه لو سرحانه واقدر أحس باللى فى قلبك حتى لو خبتيه فى سابع ارض
صدقينى يا ماما انا مسحت عمر من زمان ومش مركزه فى حاجه دلوقتى غير فى مذاكرتى بس
يعنى مش عايزه تعرفى اتجوز مين 
اكيد رجع لداليا 
وعرفتى منين 
مش انتى بس ياماما اللى قلبك بيحس بالحاجه البعيده عنك
بس انا بحس بالناس اللى بحبهم يا ميراس 
وانا مبحبش حد يا ماما وصدقينى لو رجع لداليا ولا ااتجوز غيرها كل دا مبيفرقش معايا انا اخترت طريقى ومصممه عليه 
ياريت يكون الكلام دا من قلبك بجد
ربت على يديها انا الاخرى لأبث لها شعورا بالطمئنانيه افتقر انا اليه الان
صدقينى انا مش زعلانه 
قبلت رأسى وانصرفت وتركتنى احاول ان ألملم شتات أمرى حاولت ان اغوص فى المذاكره حتى افقد وعيى ولكن صفحات كتابى تحولت لصفحات حياتى مع عمر كنت ارانا نرقص على سطوره ونضحك بين فقراته كنت ارى صورته مرتسمه بدلا مما يرتسم بداخل ذلك الكتاب تحولت الحروف لأسمه وتحولت الكلمات لكلماته التى طالما القاها على سمعى ويلقيها على مسامعها الان لم اشعر بنفسى الا وانا لا استطيع القرائه من كثره الدموع التى تراكمت فى عيناى فأغلقتهما وتساقطت على كتابى محت كلماته امسكته بكل قوتى والقيته جانبا وانا أضع يداى على أذناى وكأننى امنع صوته ان يتردد بداخلى وانا أبكى بحرقه الأطفال ظللت ابكى حتى نشرت الشمس شعاعها على القريه فأمسكت بهاتفى واتصلت بصفي الذى بدا من صوته انه كان غارقا فى النوم ومع ذلك مالبث الهاتف ان رن حتى اجاب بسرعه 
عايزه اسئلك سؤال ياصفي
خير يا ميراس 
انت بتحبنى ليه هوا انا فيا ايه يتحب انت كدا
بتظلم نفسك مع انسانه مش
باقي منها غير رماد قلب ماټ 
انا راضي بالرماد دا 
انت تستحق انسانه لسه بتعرف تحب انت مش عارف يعنى ايه انسانه قلبها اتكسر وکرهت الدنيا كلها 
انا هرجعلك حبك للدنيا يا ميراس
انا سمعت كلام من دا كتير وللاسف صدقته صدقته وحبيت بصدق اوى حبيت زى مراهقه بتسمع كلمه حلوه لأول مره وزى قلب اول مره يدوق الحب والاهتام ويدق له وتتأسر مشاعره لحد ما تبقى مش ليه ومش عارف يسيطر عليها وعلشان كدا كان چرحى اكبر وأعمق
انتى اتحبيتى علشان تستحقى الحب وحبيتى علشان قلبك كان محتاج يحب لكن مع ذلك انتى اقوى من ناس كتير قټلت روحها تحت مسمى الحب ولما حسيتى انك اخترتى غلط اعترفتى وبعدتى 
ولما انا قويه اوى زى مانت فاكر كدا بعيط ليه دلوقتى لما عرفت ان عمر اتجوز
علشان احنا بنى ادمين بنحب وبنتوجع وبيصعب علينا نفسنا لما نهديها لحد ميحسش بقيمتها وعادى لما نعيط ونخبط راسنا فى الحيطه كمان النبى بكى يوم وفاه ابنه وقال إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك ياإبراهيم لمحزونون يعنى من حق قلبنا يتوجع ومن حق عنينا تبكى علشان احنا بنى ادمين 
يعنى دا مش معناه انى لسه بحبه
عايزه ترجعيله !
لا بالعكس انا زعلانه على كل يوم حبيته فيه وهوا ميستاهلش الحب دا ولا عرف قيمته
يبقي بتعيطى علشان موجوعه ودا حقك يا ميراس 
انت انسان عظيم يا صفي 
لا عظيم ولا حاجه انا بس بحبك 
صدقنى انا نفسي مبقتش بحبنى 
لازم تحبى نفسك وتقدريها وتعرفى انك عملتى اللى غيرك عجز عنه وهستناكى تفرحينى بالنجاح اللى متأكد انك هتحصلى عليه بسهوله لأنك اتخلقتى علشان تنجحى 
اغلقت الهاتف وقد هدئت نفسى كثيرا وقلت ثورتها وشعرت ان الحياه يمكن ان تعطى الأنسان فرصه جديده ليحيا وقد تكون تلك هيا الفرصه التى استحقها ولكن لابد من التريث كثيرا حتى لا اسقط فى فخ مشاعرى مره اخرى فالذبيح يعتقد انه يحب قاتله والمخطۏف يظن انه وقع بغرام خاطفه وحتى المړيض النفسى لابد وان يشعر ان طبيبه النفسى هوا بطل احلامه وخيالاته وكلها ترهات عقليه لا صحه لها فلا نحن نحب من أذونا ولا يجب ان نحب من مدوا لنا يد العطف حتى نتأكد اننا نحبهم بصدق وليست بقايا روح تقاوم المۏت 
ولكنى الان افضل وكأننى أخذت جرعه محفزه جعلتنى قادره على الاستمرار حتى وان خارت قواى مره اخرى فحتما سأجد ملاذ آمن تستطيع فيه اقنعتى ان تتساقط حتى تظهر من خلفها ملامحى القميئه وتبدو عورات قلبى عديمه الجدوى فتطلع عليها العيون والقلوب الاخرى حتما سأجد يدا حانيه تدفع عنى صڤعات الحياه المتتاليه
عديمه الرحمه ولكنى لن اكون انانيه مثلنا فعل عمر معى وانظر لنفسى نظره الخيلاء وكأن لا أحد قبلى ولا هنالك حبيب بعدى من حق صفى ان يجد له زوجه مناسبه شابه يافعه فى بدايه حياتها وليست ركام امرأه تركها الجميع على قارعه الطريق وانصرفوا ببرود اتمنى لو يجد الحب فى اخرى فسأكون سعيده من أجله مثلما فعل كثيرا من اجلى 
لاادرى ان كنت اريد ذلك حقا ام اهيئ نفسي لصدمه اخرى حتى يعتاد قلبى وقعها فلا ينهار ظللت افكر فى عمر وزواجه بداليا وفى صفى الذى أثرنى على نفسه كثيرا كم كنت عمياء عندما وقعت فى حبه وكما قال الاخرون متى تعرف انك وقعت فى الحب عندما تعشق رجلا فيه كل ما كنت تكره من صفات ومع ذلك تعشقه 
أمسكت بقلمى وكتبت بخط عريض فى بدايه كتابى حتى لا أغفل عنه ويذكرنى دائما بما حدث لى فلا يتقهقر قلبى ولا ينسحب
من الظلم ان أبدو لك قويا فتعتقد أنى استحق الألم 
تلك الكلمات ستذكرنى دوما بما عانيته سلفا ولن اعود لذلك يوما وبعد ايام عندما اتخطى اختباراتى وانجح فيها بجداره سأكون قد حقتت نصف حلمى ويتبقى النصف الاخر ومن يدرى لعل اليد التى تلكزها هيا من ستتكئ عليها يوما 
الحلقه الثانيه والعشرون
ماذا يعنى الانتماء هل هوا رجوع الشخص لموطنه بعد غياب طويل أم اشتياق تشعر به كلما تركت اماكن واشخاص جمعتك بهم ذكريات خطت أخاديد عميقه فى قلبك وعقلك واذا كان هذا الانتماء فلابد وان يكون هناك مكان فارغ لانتماء الروح تشعر به كلما تركت قلبا وروحا عهدت أليها بكل ماتملك من مشاعر صادقه كنت اظن ان عمر هوا ملاذى الذى إن غبت عنه فمالى الا
 

30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 35 صفحات